لماذا نتجاهل الدعاء لحماة الوطن م7/ب5
في صلاة الجمعة الماضية آخر جمعة في شهر رمضان المبارك أثلج صدورناً خطيب مسجدنا جزاه الله خيراً عندما ألح بالدعاء لجنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي سائلاً الله أن يقوى عزائمهم ويثبت أقدامهم وينصرهم علي أعداء الوطن ويجزيهم خير الجزاء علي قيامهم بواجباتهم لحراسة مقدسات وأمن الوطن.
وذكٌر الإمام بنعمة الأمن والأمان والتي لم تكن لولا فضل الله ثم شجاعة رجال القوات المسلحة ورجال الأمن.
وقال نحن ننعم بالراحة والهدوء ونمارس حياتنا الطبيعية وهم قد ضحوا بكل هذا وتركو أسرهم ليقفوا في خط المواجهة مع العدو معرضين حياتهم للموت فليس أقل من أن ندعو لهم بالنصر والتمكين فهم جنود الإسلام والمجاهدون الحقيقيون نفروا لحماية البلاد تحت راية الوطن وبأمر من ولي الأمر.
هذا نموذج مشرف قام بواجبه انطلاقاً من موقعه كإمام وخطيب جامع كبير يشخص إلية مئات المصلين، واستشعاراً من واجبه الوطني صرف دعائه لمن يستحقون الدعاء في نهار وليالي رمضان، وبخاصة وبلادنا تستنفر كل قواها لحماية الوطن ودحر المعتدين وكل جيوش الضلال والظلام.
ما قام به هذا الخطيب يجب أن يقوم به كل إمام جامع أو مسجد علي امتداد الوطن، والمسؤول عن التأكيد علي الأئمة والخطباء الجهة المسؤولة عن المساجد في وزارة الشؤون الإسلامية والتي أري وأشاهد أنها تعاني من الاختراقات.
فهي قد تصدر التعليمات وتؤكد علي الجميع بالالتزام لكنها لا تتابع تطبيق التعليمات لذلك هناك فئات تضرب بالتعليمات عرض الحائط عامدة متعمدة وبعناد غريب.
لسنوات طويلة ونحن لا نسمع من الأئمة والخطباء من يدعو ويلح بالدعاء لمن يحافظون علي ألأمن داخل البلاد. ولمن يقفون في خطوط المواجهة مع الأعداء، ولمن يطيحون بعصابات تهريب المخدرات عبر المنافذ الحدودية ، ولمن يسهرون علي راحة المواطنين من رجال الأمن .ولمن يرابطون لخدمة حجاج بيت الله الحرام وكذلك المعتمرين ، ولمن يقفون بالمرصد أمام محاولات التسلل ، ولمن يقبضون علي عصابات السرقات ويطيحون بالمجرمين .
لم نسمع من معظم هؤلاء الذين يصدحون بأعلى أصواتهم وتخترق كلماتهم الجدران ولو بضع دعوات لمن يعرضون أنفسهم للأخطار من أجل أمن الوطن وراحة من بداخله من مواطنين ومقيمين ألا يستحقون الدعاء في نظر هؤلاء الأئمة ، وقبل الشكر علي ما يقومون به ، مع توضيح جهودهم للناس لإزالة ما يلبس علي بعضهم من قبل أصحاب الفكر المنحرف وأهل التوجهات الحزبية ومن يميلون بقلوبهم لكل إرهابي سفاح ومجرم .
أصطبغت بعض الخطب المنبرية والوعظية والقنوت في صلوات التراويح والقيام ردحاً من الزمن إلي يومنا هذا بالدعاء لمن يرونهم مجاهدين حقيقيين ويذكرونهم نصاً فيقول بعضهم اللهم ثبت إخواننا في مصر . والسؤال ضد من رغم أن في مصر حكومة !.. ويدعو بعضهم كما يرددون اللهم أنصر إخواننا في بلاد الشام والعراق واليمن فمن هم المجاهدون في تلك البلدان رغم أننا لا نعرف في تلك المناطق إلا الجماعات الإرهابية ؟..
فهل خرست ألسنتهم ولو بدعوة صادقة من القلب لمن يدافعون عن الوطن ؟!..
اللهم أنصر جنودنا البواسل وسدد رميهم .
عبدالهادي الطويلعي
20 شوال1439ه