بسم الله الرحمن الرحيم
(ابكيك يا أبنة اب و ام, ابكيك ثم ابكيك)
اوشك الفجر ان يطل بنوره في وحدة ظلامي الدامس.
لا احد بجانبي سوى انا وورقة وقلم .متأهباً لكتابة. ولا تأتي الحروف لتترجم ما بداخلي. ودمعة حائرة في عيني.
لم تستغل فرصة بقائي لوحدي. لتأخذ طريقها للحرية كأخواتها في الليالي الماضية.
كل هذا الكون الفسيح لا اراه من خلف غرفتي التي رفضت كل شيء .عدا الظلام والوحدة. وبقيت انا تتجاذبني الذكريات والامنيات.
وشيء من الضيق ينتابني الان بداخلي كم هائل من الشوق. ورغبات لم تفصح نفسي عنها حين استظل من حرارة الشمس.
واخاطب الجميع الان وقد خليت بنفسي في هذه الغرفة.
اريد ان اعطي لنفسي حرية البكاء بما يعج بداخلي. اريد ان اصرخ الان كما يكون الصراخ. اريد ان اخاطب القلم والاوراق. اريد ان اعطي لنفسي فرصة ان تقول وتقول.
فماذا ستقول حين لا يسمع احد سوى الله جلٌ شأنه.
قولي لقد اشتقت للأخت الحنون والبارة.
اشتقت للأخت الواعظة و الصالحة. اشتقت للأخت القوية بالحق. اشتقت للأخت المربية والكريمة والحنونه. اشتقت للأخت العادلة. والقريبة من القلوب. اشتقت لأختي التي تعدل حيفي وزلتي. اشتقت للأخت الامرة والناهية. اشتقت للأخت التي تامرني كيف اقول وتنهاني عما اقول اذا كان يخالف الخط المستقيم. اشتقت للأخت البارة التي اسكنتني قلبها. اشتقت للأخت التي تعاتبني على تقصيري او هفواتي وزلاتي .
ورغم انها هي اصغر الاخوان والخوات الاٌ ان نصحها وعتابها الي برداً وسلاماً.
يا اختي تكالبت علي الهموم والوحدة. واصبحت امام كل الوجوه التي اعرفها كأنني غريباً.
فأصبحت في وحدتي وحولي ظلام الليل واقول اين الاخت الحنونة اين الاخت البشوشة.
يا ابنة اب وام تشابكت علي الطرق.
ووقفت لااعرف اين مكاني في هذا العالم.
هل اعود للوراء ام هل اتقدم للخطوة القادمة.
كل ما استطع فعله هو انني امسح دمعي الذي تراكض في عيني. والتحف قسوة الصبر لعل في الامر فرجاً رغم ان ذلك لا يبدو امامي.
تركني الكل وحيداً وكأن رحيلك عن عالمي اعطاهم فرصة للهروب من امامي. يا ابنة اب وام.
للفقد علامات قد يحس بها بعض العباد.
ولكنهم بشر لا يعلمون الغيب.
كان يوم الخميس الاول من ذي الحجة عام1414ه كان يوم غير عادي في حياتي وحياتك. وهو يوم حزين لم يمٌر علي مثله.
يوم لبٌت والدتنا ندى ربها وانتقلت الى جواره.
وها هو التاريخ يعيد نفسه عندما لبيتي ندى ربك و انتقلتي الى جواره يوم الاحد الاول من ذي الحجة عام1439ه
يا ابنة اب وام الحياة قاسية. والفراق قاسي بعد فراقك. سلوتي يااختاه عند ماازفت ايامك. واوشك نجمك للغيب الدائم. واشتقتي للقاء ربك وانقدتي له طائعة بقضاه وقدره راضية.
ان الله مكنني واكرمني برؤياك وانتي تصارعين الموت. يا ابنة اب وام انظر يمين وذات الشمال وانا اعلم انها سويعات الوداع الاخير وامد النظر في الافاق والحزن يعتصر قلبي يرجع النظر خاسئاً وحسير.
اسأل ربي وهو حفيا بي ان ينزلك الفردوس الاعلى من الجنة. وان يجمعني بك في دار كرامته في مقعد صدق عند مليكً مقتدر.
عبدالهادي الطويلعي
4ذي الحجة1439ه